18 ديسمبر 2008

في المقهي

مرتديا بنطاله الفضفاض وقميصه الكلاسيكي وواضعا كيسا من المناديل الورقية ومفتاحا لشقته الصغيرة علي المنضدة، جلس كعادته في المقهي ليحتسي قدحا من الشاي وليقرأ صحيفته المفضلة لمتابعة تطورات السياسة والمجتمع...في جنبات المقهي الهاديء لا تسمع الا اصوات الموسيقي الخفيفة...وبعض ممن يهربون من ضجيج الحياة في الخارج...ما ان استقر علي مقعده الواسع ممددا جسده المتعب حتي استرعت اذناه صوت اقدام تقرع بخجل علي بلاط المقهي الهاديء...تحولت عيناه فلمح فتاة جميلة.. مرت بجانبه بخطوات متوترة صنعها الخجل المصحوب بمعرفة انها تحت المراقبة ... قصدت منضدة قريبة...لم يزوغ بصره عنها حتي استقرت علي المقعد واضعة حقيبتها الانيقة الي ان التقت عيانهما للحظة فادار راسه نحو الجريدة التي نسيها ماسحا علي جبينه بمنديل نسيه ايضا في قبضة يديه...حاول العودة الي الجريدة...لم يقرا شيئا...استعاد ذاكرة اللحظة السابقة..استحوذ عليه نظرتها الجريئة والخجولة..لكنه مالبس ان ان نظر ثانية ... فوجد عينان تبرقان سحرا وخجلا...وجه طفولي..يدان بيضاء تدلان علي لون قوام ممشوق تخفيه ملابسا محتشمة..لكنها ايضا انيقة..خاتم ذهبي ازداد بريقا في اصبعها وسلسلة ذهبية تتمايل مع حركات رقبتها كلما انخفضت لاحتساء "الكاباتشينو" المنفوش وكانه انتفض ايضا..جلسة ثقة ووقار.. وعينان لا تنظران الا الي ما تحتهما...خيالات تهاوت الي وجدان الشاب الماخوذ... ملائكة صغار تتراقص خلف فتاته...التي ارتدت فستان ابيض انيق بنفس القدر...ارتدي بذلة سوداء ورابطة عنق فضية كتلك التي يراها في واجهات المتاجر الكبيرة في وسط البلد..عيناه اصبحتا خضراواتان..وشعره اصفرا ناعما مثل "ليناردو دي كابريو"...فجاة!!!انتبه الي صوت رنين هاتف دوي في اركان المكان..نظر حوله فوجد الاخرين قد انتبهوا الي ما عكر صفو هدوئهم...ونظر امامه فوجد الفتاة تنظر بشغف الي هاتفها... وقفت...ادرك الشاب انها تستعد للرحيل..شعر بالحزن فلن يراها ثانية...خطت الفتاة مسرعة تجاه الباب...لكنها توقفت فجاة فاسرعت متوترة الي الخلف تنظر في ساعة يديها حتي وصلت الي الخزينة لتدفع بضعجنيهات..واصبحت خطواتها الانثوية الخجولة مثل خطوات ارنب مذعور..خرجت الفتاة تاركة خلفها الباب محدثا دويا عنيفا...مما اغضب الاخرين من جديد..ظل يفكر للحظات فيما لو تزوج من فتاة انيقة ومحتشمة..جميلة ومهذبة...حتي لمحت عيناه هاتفها المحمول الذي نسيته..شعر بنشوة..فالفرصة اتت من جديد..هم بالتقاط الهاتف..دفعه اهتمامه الي قراءة الرسالة التي حالت بينه وبينها.." منتظرك في الشقة ياحبيبتي..بابا وماما خرجوا ولن يعودوا قبل ساعة..منتظرك علي احر منالجمر".. ابتسم ساخرا وعاد بملبسه التقليدي وبعينيه وشعره الاسودان الي الصحيفة ..تابع احوال السياسة والناس علي صوت الموسيقي الخفيفة التي عادت مرة اخري

هناك 7 تعليقات:

صوت من مصر يقول...

لسه كنت دعاء مواجهات وقلت راى بجد انت استاذ تستحق الاشاده
متشركين على الفن الهايل ده ؟

هاني فؤاد يقول...

اشكرك يا اخي علي التعليق وسوف اتذكر اسمك دائما كاول شخص يقوم بالتعليق في اول مدونة في حياتي
تحياتي لك واتمني زيارتك الدائمة للمدونة

Ahmed Mohamed يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
دعاء مواجهات يقول...

الف الف الف مليوم مبرووك

ايوا كدة هو دا الشغل

للأمام دائما

ومنتظرين جديدك بشغف

ميرا ( وومن ) يقول...

الف مبروك علي المدونة وفي انتظار الجديد ارجو ان تقبلني من متابعينك

وليا طلب صغير كدة ياريت حضرتك تشيل الإختيار بتاع مدقق الحروف لآنه من له لازمة وبيضايق اللي بيعلق

تقبل خالص تحياتي

هاني فؤاد يقول...

الي دعاء

شكرا ليكي والفضل يرجع ليكي في تشجيعك علي انشاء مدونة وانتظر مزيد من التعاون بيننا

هاني فؤاد يقول...

شكرا ليكي وومن

وانا اتشرف بمتابعتك وان شاء الله هكتب كتير بعد كدا رائي اللي تتفقوا او تختلفوا معايا فيها وهنتكلم في مشاكلنا واحلامنا وهشيل تدقيق الحروف